تعزية
******* طفّيـــــــــّات *******
هلّ الهلالُ بلون الحزن متّشحًا
ليعلن البدء في ذكرى مآسينا
ونبّه الدمعَ في عيني مناسبةٌ
لهولها القلبُ يبكي لا مآقينا
هلّ الهلالُ فأشرعنا مواكبنا
كأنّما الدور ضاقت ليس تؤوينــا
كأنّما الطفّ فينا اليوم قد بُعِثَتْ
وفي العيون لها نبني الميادينــا
مناقب الآل تُضحي في مجالسنا
وسيرةُ الآل نبضٌ في ليالينــــــا
ونبذل المالَ والأرواحَ ننذُرُها
حتى البخيلَ كريمًا قد غدا فينـــا
يجودُ بالماءِ أو بالشاي أفقَرُنا
ونحسَبُ الماءَ شَهْدًا حين يسقينا
ثيابُنا السودُ صارت كالشعارِ لنا
كأنّما الموتُ قد أفنى غوالينــــــا
طريقنا الوعْرُ مهما طال يؤنسُنا
زحْفُ الملايين إذ تقفو الملايينــــا
وما بذلناهُ قبْلًا أو سنبذلُهُ
وما نضحّيه من مالٍ وأهلينــا
كقطرة الماء فوق البحرِ نسكبُها
ونحسَبُ القَطْرَ يوم الحشر يروينــا
والتضحياتُ إذا قلّتْ وإن كثُرَتْ
فواقع الحال ذا جهد المقلّينــا
أمامَ مَنْ صار للإسلام أضحيةً
ومَنْ بمهجتِهِ طوعًا فدى الدينــا
وقال للحرب كوني أو أكونُ أنا
لا طعمَ للعيش في دنيا الأذلّينـا
وساعةُ الحربِ أهدتهُ الخلودَ كما
أهدتْ مريديه عزًّا والمحبّينـا
وأهدتِ اللعنَ في الدنيا لقاتلهِ
والخزيَ والعارَ أهدتْ للمعادينـــا
محبّةُ الله رهْنٌ في محبّتِهِ
وبغضهُ فيــــــــهِ بغضٌ للنبيّينــا
لوصفهِ الشعر كم دجّنتُهُ فأبى!
يخشى التقاصُرَ حينًا والوَنى حينا
كم يرتقي الشعرُ إلّا للحسين فلا!
ويكشفُ الوصفُ عجزًا في قوافينا
أنّى تحيطُ بحور الشعرِ بحرَ ندى
من العطاءات ما تخفي سواقينا
فـ(الحاءُ) حبٌّ وفي (السين) السلامُ وفي
(الياء)اليقين و(نون) النصرِ تُعلينا
توطّنَ المجدُ في نهْجِ الحسين كما
توطّنَ الخُلدُ في ذكراهُ توطينا
أولى لذكراهُ يوم الطفّ تُسعدُنا
إنَّ الحسينَ خلودٌ كيف يُبكينا!؟